الخارجية الألمانية: قرار المغرب عدم قبول عرضنا للمساعدة بعد الزلزال ليس سياسيا.. ونتفهم أن الأمر يحتاج لتنسيق
قالت وزارة الخارجية الألمانية إن عدم قبول المغرب وصول المساعدات التي عرضتها برلين إثر الزلزال العنيف الذي ضرب إقليم الحوز والأقاليم المجاورة له، ليس محكوما بأي خلفيات سياسية، مبرزة أن البلدين يتمتعان بعلاقات جيدة.
ونقلت "رويترز" عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، أن برلين لا ترى أي مؤشرات على أن قرار المغرب ترك المساعدات المقترحة لضحايا الزلزال على الطاولة أمر سياسي، مضيفا أن العلاقات بين ألمانيا والمغرب جيدة، كما أن الرباط شكرت برلين على عرضها المساعدة.
وأبدت ألمانيا تفهمها لقرارات المغرب على اعتبار أن التوصل بالمساعدات أمر يحتاج إلى تنسيق، إذ أورد المتحدث باسم الخارجية أن بلاده تعلمت من كارثة الفيضانات التي ضربتها في يوليوز من سنة 2021، أن "تنسيق المساعدات أمر مهم أثناء الكوارث الكبرى لضمان عدم إعاقة عناصر الإنقاذ لبعضهم البعض".
وينسج الموقف الألماني تماما مع متطلبات المرحلة بالنسبة للمغرب، عكس ما حدث في فرنسا، البلد الذي رأت العديد من نُخبه السياسية، بما فيها المقرب من الرئيس إيمانويل ماكرون، أن الأمر ينطوي على "إهانة" لباريس، لدرجة أن عدم قبول الرباط للعرض الفرنسي أصبح موضوع الساعة في وسائل الإعلام هناك.
ويوم أمس الاثنين قالت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، إن المغرب لم يرفض المساعدات الفرنسية، موردة في حوار تلفزيون "لا أحد قال لا لأي أحد"، وتابعت "هناك دول قدمت مقترحات وعددها كبير، وفرنسا كانت من بين الدول الأولى التي قدمت عرضا تعرفه السلطات المغربية، والمغرب لم يرفض أي مساعدة ولا أي مقترح، لكنه يستدعي هذا الدعم أو ذلك بناء على تطور الوضع".
وأوردت مولنا أن المغرب "بلد ذو سيادة، وهو المتحكم في اختياراته التي لا بد من احترامها"، وتابعت أن اتخاذ القرار يتم بعد تحديد الأولويات قبل التواصل مع الدول التي قدمت عرض المساعدة، ومن بينها فرنسا، وأضافت كولونا "نحن سنكون رهن إشارة المغرب، واقترحنا عليه دعما فوريا وآخر على المدى المتوسط".
وجاء في بلاغ للديوان الملكي أعقب جلسة العمل الطارئة التي ترأسها الملك محمد السادس يوم السبت الماضي، أن العاهل المغربي "أعرب عن خالص تشكرات المملكة المغربية للعديد من البلدان الشقيقة والصديقة، التي عبرت عن تضامنها مع الشعب المغربي في هذا الظرف، والتي عبرت العديد منها عن استعدادها لتقديم المساعدة في هذه الظروف الاستثنائية".
وأول أمس الأحد قالت وزارة الداخلية إن السلطات المغربية استجابت لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ، مبرزة في بلاغها أن العاهل المغربي عبر عن "خالص تشكرات المملكة المغربية للبلدان الصديقة والشقيقة التي أبدت تضامنها مع الشعب المغربي".